(الى مي شدياق)
سقطَتْ .. ولم أَلتقِطها
كأنها نجمٌ من حطام
من رملٍ يسيل مع المطر
من ثقوب الفجيعة
على رُبى خياناتٍ كثيرة
ومقابرَ كبيرة
وأوطانٍ صابرة
سقطَتْ .. ولم أَحتضِنْها
كأنها جثةٌ غريبةٌ
لمدينةٍ محنّطة
تفوح منها أبديةٌ سفلى
لقضيةٍ عليا
تمتطي وهماً
في شكل « إنسان »
..
سقطَتْ يدي .. ولم أنقِـذها
كامرأةٍ مختنقة بين حشرجتي حياة
كرجلٍ شاحبٍ رمادي الصدغين
ذاب ملحُهُ حتى القحل
في شوارع بيروت ومونتريال
إنكسر ..
وهو يرشفُ الأنينَ والأسطرَ السوداء
في صفحات أيامٍ هائجة
وبقايا آمالٍ من غبار
..
سقطَتْ يدي .. ولم أدرك
أنها تغتالُ أرواحَ الأموات
في جبن الانتصارات
وأهازيج الطوائف والأديان
..
سقطت يدي ..
والشمس قد هجرت راحَتَها
فلا باطلَ تحت الأقدام يتدحرجُ
لا شهداء ولا أبطال
كلهم سقطوا مع يدي كالنعاج
تحت الرذاذ المتطاير من أفواهِ الغرباء
..
كلهم سقطوا ..
وهَوَت ذراعي خائفة ً
لن تكتبَ الشعر ..
لن تعدمَ الصمتَ
..
سقطت يدي ..
في أدغال « التسميات »
وطقطقة أحزان الأمهات
فهل تسامحني روحُ أخي
لو بترتُ أصابعي في خيبتها
وأطبقتُ جفنيَّ
على أكاذيبِ الأرض والسماء؟
…………
ليلى كوركيس