بقلم: الشاعرة ايزابل زغيب كسرواني
من أنت يا امرأة ؟ بحثت عنك بين سطورك فقرأت و قرأت و اعدت القرأة لأكتشف كل مرّة ظلال امرأة تعي جيداً قيمة أنوثتها لتقول أنا هنا إمرأة جديدة جديرة بالحياة جديرة بأن تكون إمرأة .
تعي حقوقها و تناضل من اجلها حقوقاً كاملة متاكملة حباها الخالق منذ ولادتها و ليست منّة من أحد . فتنفض عنها غبار أعراف و تقاليد موروثة راكمتها سنين الهناك و جعلتها في مهب رياح شرقية عاتية فقضت سبيلها متأهبة تداري مشاعر رقيقة تئن في داخلها متسلحة بكبر ولد معها و كبر فيها ! شأنها شأن شجرة الارز في جبالنا مرفوعة الجبين أبداً غصونها تعصى على الريح فلا يكلفها غبار السنين سوى إنتفاضة صارخة تركع الريح الجبين أبداً غصونها تعصى على الريح فلا يكلفها غبار السنين سوى إنتفاضة صارخة تركع وتردها إلى حيث انت.
في الهناك قرأتك إمرأةً صديقة مع نفسها أبت أن تجر عادات بالية مع ذيل ردائها . ما غرها فردوس تستحم فيه الأكاذيب ففي تعبيرك شاعرتنا صوراً رائعةً تجسد واقعاً مريراً واقع مجتمعنا الشرقي الذي يحمل المرأة خطايا العالم منذ ولادتها . ما أجمل صورة الام الممزق نصف ثوبها ظلماً والنصف الثاني يقطر عرقاً . وتلك التي رحمت وجلدت وصلبت ودفنت في حجابها . ارادتها الهة وزنبقة وعباءة بيضاء .
في الهناك رأيتك تلك النبيهة ككل التقادير التي هزتها وهزمتها .
في الهنا أراك سيدةً وجوهرةً صقلتها تجارب الحياة فأيقظت في داخلها بريقاً يصلح ليكون صرخة كل إمرأة. عزيزة النفس كريمة !
تعي قيمة انسانيتها وتشبثت بها تماماً كجذور الشجرة في الأرض فتفوح بخوراً وتتدلى فروعاً وثماراً خيراً .
ليلى كوركيس .. حين نقرأ نحن نتشارك الفكر فإن أضم صوتي لصوتك لنلغي الصرخة و نرسم صورتنا بنفسنا وإن حملتنا السنين مشقة خطوات ثقيلة على دروب ليست لنا. ونأبه أن نظل نور شمعة في قعر إناء يصارع البقاء فنمحو اضاليل واهنة وننشر فكراً واعياً ونضيء نبراساً لمجتمع سليم يبنى على أساس سليم المرأة والرجل فيه ركنان مترابطان متساويان متبنيان .
ليلى كوركيس ستظلي في الذاكرة لأنك لست إمرأة عابرة